دورنا في التغيير
للأستاذة :أم السعد فاطمة حسن إدريس ( مديرة مركز التدريب الأول بجدة)
للأستاذة :أم السعد فاطمة حسن إدريس ( مديرة مركز التدريب الأول بجدة)
يتطلع المجتمع السعودي اليوم إلى ذلك المستقبل الواعد للتربية والتعليم الذي سينقلنا بإذن الله إلى مصاف العالم الأول.
قد نختلف حول تقييمنا للمرحلة الماضية ، إلا أننا نتفق على أننا نطمح لتغيير نلمس آثاره الواضحة قريباً ولا يزول بزوال المؤثر ، وأننا معاً نصنع التغيير ونتحمل مسئوليته. إن الوصول لنتيجة مطلوبة يستلزم تطبيق القاعدة بشكل صحيح ؛ هذا مما تعلمته من الرياضيات .. ومن هنا ننطلق لنصنع دورنا في التغيير. معظمنا يحفظ ذلك الجزء من الآية (11) من سورة الرعد عن ظهر قلب (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وتلكم هي قاعدة التغيير الربانية التي نحتاجها كلما عزمنا على تبديل وضع قائم بآخر أفضل منه مما يتطلب استحداث أو إزالة أو زيادة أو نقصان لبعض الأمور التي هي من ضرورات التغيير. لو تأملنا في هذه القاعدة الموثوقة لوجدناها تشترط تغيير ما بأنفس الأفراد لتغيير الواقع المؤسسي أوالمجتمعي ، وتؤكد على أن التغيير يتحمل مسئوليته كل فرد من الأطراف ذات العلاقة وأن بدايته من النفس بالتخلي عن الأفكار والمشاعر السلبية والتحلي ببدائل إيجابية لتلك الأفكار والمشاعر ؛ وتبعاً لذلك سيتغير السلوك إيذاناً بانطلاق شرارة التغيير. فما أحوجنا جميعاً لأن يتأمل كل منا (ما بنفسه) بعمق وصدق ليغير ما يلزم ؛ مستعينين بالله ثم بقوة الإرادة ؛ ولا نلتفت للجانب الخلفي المظلم حتى لا يدركنا الإحباط واليأس كما يدرك الأسد الزرافة وهي أسرع منه وما ذلك إلا لكثرة التفاتها وخوفها مما خلفها. ولنثق بالله ثم بقياداتنا ونمنحهم الفرصة ليظهر أثر التغيير الذي سنصنعه معاً ولنكن لهم ناصحين أمناء ونجتهد في إيصال صوت الحق لهم ونقول وداعاً لزمن التطبيل والتلميع وحجب الحقائق .. فنحن أعينهم التي يرون بها صورة الحقيقة ؛ وليتنا نطالبهم بتحديد ما يريدون منا بكل شفافية بقدر حرصنا على إيصال صوتنا ومطالبنا لهم وذلك في إطار التوازن المطلوب بين الحقوق والواجبات. ولنساند بعضنا بروح الأخوة والمحبة وتقبل الرأي الآخر وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية ؛ واضعين الأمور في نصابها الصحيح دون تهويل أو تهوين معطين كل ذي حق حقه ، حتى ينغرس في عمق ضمائرنا أن (لو قام كل فرد بواجباته كما ينبغي ؛ لوصل لكل فرد حقه كما يريد). ما أروع أن نبذر بذرة النجاح في التربة الصالحة ؛ ونسقيها بالصبر والإخلاص وستثمر حتماً .. قد لا نكون موجودين يوم الحصاد .. إلا ان أجرنا سيصلنا بإذن الله يوم المعاد. ولا زلت أحلم بذلك اليوم الذي يستيقظ فيه كل فرد منا ليستقبل يومه الجديد وهو مؤمن بأن مجال سعيه في الأرض أيا كان ما هو إلا منحة إلهية وفرصة حظي بها ليضع بصمته المميزة في خلافة الأرض ؛ وتعلو وجهه ابتسامة مشرقة تعبر عن سعادته ورضاه وهو منطلق لمقر دراسته أو عمله أو مجال إنتاجه أياً كان .. ويترجم تلك المشاعر والأفكار بسلوكه الراقي عملاً وتعاملاً . وكل ذرة في كيانه تردد (معاً سنصنع التغيير الذي نريد). |